حصار المدينة المنورة (1925)
بعد فشل مؤتمر الكويت سنة 1342 ومنع الشريف حسين ملك الحجاز أهالي نجد من أداء فريضة الحج لعدم التزامهم بقيد دخول مكة غير مسلحين، أعلن الشريف حسين نفسه خليفة للمسلمين فازداد غيض عبد العزيز آل سعود عليه وعقد مؤتمرا في ذي الحجة 1342هـ ترأسه والده الإمام عبد الرحمن الفيصل وحضرة العلماء وأمراء البلدان وقادة الإخوان ورؤساء القبائل وافتتحه الإمام عبد الرحمن بالإشارة إلى تذمر أهل البلاد من منعهم من الحج ثم شرح الملك عبد العزيز أبعاد الموقف وتوصل الجميع إلى وجوب أداء الحج سلماً أو عن طريق القوة، وكان من الخطوات العسكرية التي اتخذها عبد العزيز آل سعود أن أرسل قوة من اتباعه إلى حدود العراق وقوة أخرى من قبيلتي حرب وشمر إلى حدود الاردن، يتزعمها هندي الذويبي وندا بن نهير. وأرسل قوة من 3000 مقاتل بقيادة سلطان بن بجاد والشريف خالد بن لؤي إلى الحجاز فاستولت على الطائف في سبتمبر 1924/صفر 1343هـ ثم ضمت قوات الملك عبد العزيز مكة المكرمة وجدة والمدينة المنوره وسائر الحجاز فتم توحيد اقليمي الحجاز ونجد تحت مسمى سلطنة الحجاز ونجد.
الأسباب
بعد فشل مؤتمر الكويت سنة 1342 ومنع الشريف حسين ملك الحجاز أهالي نجد من أداء فريضة الحج لعدم التزامهم بقيد دخول مكة غير مسلحين، أعلن الشريف حسين نفسه خليفة للمسلمين فازداد غيض عبد العزيز آل سعود عليه وعقد مؤتمرا في ذي الحجة 1342هـ ترأسه والده الإمام عبد الرحمن الفيصل وحضرة العلماء وأمراء البلدان وقادة الإخوان ورؤساء القبائل وافتتحه الإمام عبد الرحمن بالإشارة إلى تذمر أهل البلاد من منعهم من الحج ثم شرح الملك عبد العزيز أبعاد الموقف وتوصل الجميع إلى وجوب أداء الحج سلماً أو عن طريق القوة، وكان من الخطوات العسكرية التي اتخذها عبد العزيز آل سعود أن أرسل قوة من اتباعه إلى حدود العراق وقوة أخرى من قبيلتي حرب وشمر إلى حدود الاردن، يتزعمها هندي الذويبي وندا بن نهير. وأرسل قوة من 3000 مقاتل بقيادة سلطان بن بجاد والشريف خالد بن لؤي إلى الحجاز فاستولت على الطائف في سبتمبر 1924/صفر 1343هـ ثم ضمت قوات الملك عبد العزيز مكة المكرمة وجدة والمدينة المنوره وسائر الحجاز فتم توحيد اقليمي الحجاز ونجد تحت مسمى سلطنة الحجاز ونجد.
الحصار
بداية الحصار
قبل خروج السلطان عبد العزيز آل سعود من الرياض أرسل قائده صالح بن عذل في بداية شهر ربيع الثاني 1343 هـ/نوفمبر 1924 على رأس قوة من أهل القصيم وهجـر قبيلة حـرب إلى الحناكية، واختيار الملك عبد العزيز لصالح بن عذل كان لشخصيته القيادية ودبلوماسيته السياسـية التي اكتسبها مع مرور السنيين، فقد كان يبلغ من العمر آنذاك قرابة السبعين عاما، بينما كان مساعده إبراهيم النشمي لم يتجاوز الثلاثين إلا بقليل.فنزلت قوات العذل بالحناكية ونزل النشمي في ضواحي المدينة محاصرا لها فطال الحصار وأبدى الشريف شحات بن علي مقاومة مستمرة حيث هاجم معسكر النشمي وانتصر عليه، فيقول الشريف شحات أمير المدينة المنورة إلى الشريف الحسين بن علي: «جلالة الملك المعظم. جهزنا عبدكم ولدنا مع عسكره وبعض من حرب على النشمي فكسروه وأسروا 4 أنفار من جماعته»
كان الملك عبد العزيز على اتصال دائم مع قادته، ففي 29 رجب 1343هـ أرسل رسالة إلى إبراهيم النشمي يثني فيها عليه وعلى الأخبار التي يرسلها له، قائلاً: «أحسنت الإفادة بارك الله فيك، وأخبارنا تسركم من جميع الوجوه، بارك الله فيك، مهيب هذي - ليس هذا - أكبر علومك الطيبة، علومك طيبة من قديم». وكان يوصيه بالكتابة إليه باستمرار وتعريفه له بالوضع العسكري في المدينة، في رسالتة له التي يقول فيها: «مع السؤال عن حالكم، أحوالنا الحمد الله جميلة، خطابك المكرم وصل، وما عرفت كان معلوم، أنت إن شاء الله دائم بأخباركم وفصل لنا لا تغفل عن شيء ومن قبل أخبارنا تسركم الحمد الله».ثم في 18 شوال 1343هـ/11 مايو 1925 أمر الملك عبد العزيز صالح بن عذل بالتوجه شمالاً بقواته إلى الحناكية ليقطع سكة حديد الحجاز، ويمنع وصول الإمدادات إلى حامية المدينة من شرق الأردن، وإبقاء إبراهيم النشمي مكانه في قيادة القوات المحاصرة للمدينة، وكان ذلك في نص الوثيقة المؤرخة في 18 شوال 1343هـ، التي يقول فيها الملك عبد العزيز: «من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى جناب الأخ إبراهيم النشمي - سلمه الله تعالى - سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، مع السؤال عن أحوالكم لا زلتم بخـير أحوالنا من كرم الله جميلة، معه الخط المكرم وصل وما عرفتم كان معلوم خصوصاً توجه صالح وتلزيمته لكم بطرفكم، ففيك إن شاء الله البركة والسداد، ونصحك وجهدك وشفقتك على الأمور التي بها مصلحة للمسلمين، فلا في ذلك عندنا أدنى شك، والاعتماد على الله ثم عليك، وأنت عوض النفس، ومن طرف زبن بن جديع كتبنا له خط يمكث عندك ويجري على ما دبرته عليه وحرصناه على الاتفاق معـك، وعدم الخروج عن شوفتك حسب تعريفك بذلك». وبها أشارت هذه الوثيقة، إلى أن إبراهيم النشمي أصبح قائداً للحصار مع تكليف زبن بن جديع أمير لواء هجرة الدليمية من حرب بالمكوث معه في حصار الحامية.عمل إبراهيم النشمي على سياسة الحصار المرنة، وقد شجعه الملك عبد العزيز على ذلك، فبعث إليه برسالة يوصيه فيها بالاستمرار على هذه السياسة واستخدام الحزم في الحصار في 27 ذو القعدة 1343هـ/29 يونيو 1925، حيث قال: «ما عرفت كان معلوم مخصوص من قبل أخبار المدينة، واجتهادك والسياسة معهـم، وأنك إن شاء الله ترجي أنك تدخلها بسياسة، أرجي إن شاء الله يحقق علم الخـير. وأنت إن شاء الله فيك بركة لا تذخر الأمور الذي فيها حزم وسياسة ودارجهم علـى كل علم، إذا الله هداهم هو المطلوب وإلا المسلمين مثل ما ذكرنا لك عازمين بعـد الحج يرسلون لهم قوة كافية».في أثناء ذلك جهز الملك عبد العزيز حملة عسكرية بقيادة ابن عمه الأمير سعود الكبير بن عبد العزيز آل سعود والشريف خالد بن لؤي فإتجهت شمالاً والتقت في طريقها من رابغ على أحمد بن سالم، الذي كان يعسكر في بدر، فقص على القيادة كيفية هجوم الشريف شاكر بن زيد أمير ينبع عليه وتقهقر قواته من المكان. وبعد ذلك تحرك مسار الحملة فساروا إلى بدر واشتبكوا في وقعة مع المدافعين انتهت بإنتصار الحملة النجدية، فعاد ابن سالم إلى مركزه، وأكملت الحملة مسيرها إلى أن احتلت ينبع وعسكرت فيها، إنتظاراً للأوامر.
يتبع.........
حصار المدينة المنورة 1
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية